مقالات

فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية خطر على البيئة والمناخ

لايوجد تعليقات

إيكو بالعربي – خاص

في ظل فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية لعام 2024، يتوقع أن تؤدي سياساته إلى تغييرات جذرية في موقف الولايات المتحدة تجاه البيئة والمناخ، مع التركيز على تعزيز صناعة الوقود الأحفوري وتقليل القيود البيئية، ما سيؤثر بشكل كبير على أهداف المناخ الأمريكية والجهود العالمية لخفض الانبعاثات.

سياسة ترامب تدعم بشكل كبير قطاع الوقود الأحفوري، حيث يسعى إلى إزالة القيود على عمليات الحفر وزيادة إنتاج النفط والغاز من الأراضي الفيدرالية. كما أنه يهدف إلى تسريع الموافقات على مشاريع البنية التحتية للوقود الأحفوري مثل خطوط أنابيب الغاز الطبيعي وتعزيز احتياطيات النفط الاستراتيجية. ويرى أن هذا سيضمن أمن الطاقة للولايات المتحدة، بينما ينتقده البعض بقولهم إن زيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري ستؤدي إلى تفاقم قضايا المناخ، مثل التغيرات المناخية والظواهر الجوية الحادة.

الشك في علم المناخ يعتبر سمة بارزة في موقف ترامب، حيث غالبًا ما يعبر عن تحفظاته على السياسات المناخية ويعتبر أن حماية المناخ تشكل عبئًا على الاقتصاد. وفقاً لمشروع 2025، ينوي ترامب التراجع عن سياسات المناخ التي تبناها الرئيس بايدن، مثل قانون “خفض التضخم” الذي يهدف إلى خفض الانبعاثات من خلال دعم الطاقة النظيفة. ويشير الخبراء إلى أن إلغاء هذه السياسات سيؤدي إلى زيادة كبيرة في انبعاثات الغازات الدفيئة مقارنة بالأهداف التي حددتها إدارة بايدن.

بالنسبة للطاقة المتجددة، يعارض ترامب بشدة مشاريع الطاقة الرياح والشمس، ويشكك في جدواها الاقتصادية واستقرارها. بينما يرى بعض الخبراء أن هذا التوجه يناقض التطورات العالمية التي أثبتت أن مصادر الطاقة المتجددة أصبحت أكثر جدوى اقتصادية، وأن العديد من الولايات الأمريكية تستفيد بالفعل من الاستثمارات في الطاقة النظيفة وتحقيق فوائد اقتصادية ملحوظة.

على الصعيد الدولي، يعارض ترامب بشكل قوي الاتفاقيات البيئية، حيث سبق أن انسحب من اتفاقية باريس للمناخ خلال فترة رئاسته الأولى. ويرجح أنه سيستمر في تبني سياسات تقليل الالتزامات المناخية الدولية في فترته الثانية، بحجة الحفاظ على مصالح الصناعة الأمريكية. ويتوقع المراقبون أن هذه السياسة ستقلل من فعالية الجهود العالمية للتصدي للتغير المناخي، خاصة وأن الولايات المتحدة واحدة من أكبر مصادر الانبعاثات في العالم.

وعلى الرغم من أن رئاسة ترامب قد تبطئ التحولات في السياسة المناخية على المستوى الفيدرالي، إلا أن قوى السوق تواصل دفع الاستثمارات نحو الطاقة المتجددة، حيث بات العديد من الشركات والدول يستثمرون في الطاقة النظيفة. ومع ذلك، يحذر العلماء من أن تأخير السياسات المناخية سيؤدي إلى تفاقم تأثيرات المناخ وتزايد الكوارث البيئية، مما سيكلف المجتمعات والاقتصادات خسائر كبيرة على المدى البعيد.

في المجمل، يعكس فوز ترامب تغييراً كبيراً في السياسة البيئية للولايات المتحدة، مع التركيز على دعم الوقود الأحفوري، وتقليل الإشراف التنظيمي، وتقليص التعاون المناخي الدولي. ومن المتوقع أن يكون لهذه السياسات تأثيرات بعيدة المدى على البيئة وعلى الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This field is required.

This field is required.