في حدث يعكس الغضب العارم والاستياء الشعبي، تعرض الملك الإسباني فيليب والملكة ليتيسيا، إلى هتافات شديدة وانتقادات حادة خلال زيارة رسمية إلى بلدية بايبوتر، التي تضررت بشدة من الفيضانات القاتلة الأسبوع الماضي. وقد تزامنت هذه الزيارة مع مشاركة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز ورئيس منطقة فالنسيا كارلوس مازون.
خلال الزيارة، قام العشرات من السكان برمي الطين في وجه الضيوف وأطلقوا هتافات مثل “قتلة”، معبرين عن شعورهم بالإهمال وعدم الاعتناء من قبل السلطات. واحتدم الغضب بعد إرسال إنذار للسكان بعدم مغادرة منازلهم، في الوقت الذي بدأت فيه مياه الفيضانات بالارتفاع.
وتعبّر هذه المشاهد عن الإحباط المستمر في المناطق المتضررة، حيث طالب الكثيرون باستقالة سانشيز ومازون بسبب ما اعتبروه تقصيرًا في الاستجابة لكارثة طبيعية غير مسبوقة.
وفي خضم الاحتجاجات، تعرض سانشيز لإجلاء سريع بينما استخدم الحراس المظلات لحماية المجموعة من الطين المتناثر. وصرح أحد السكان الغاضبين للصحيفة الإسبانية “إل باييس”: “يجب أن يكون بيدرو سانشيز هنا منذ اليوم الأول”.
رغم هذه الاحتجاجات، أصر الملك فيليب على التوجه إلى السكان، حيث التقى بأحد الرجال الذي بكى على كتفه، والذي لم يتردد في اتهامه بالتخلي عنهم. وعبّر الملك عن تفهمه للغضب الشعبي، مشيرًا إلى أهمية إدراك ما يمر به الناس في هذه الفترة الحرجة.
وقد صرح القصر الملكي الإسباني فيما بعد بأن زيارة الملك إلى بلدة أخرى متضررة تأجلت بسبب الظروف الراهنة.
مع تصاعد حالات الوفاة الناتجة عن الفيضانات إلى 217 حالة، واصلت الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية تحذير السكان من أمطار إضافية، مما زاد من المخاوف حول الوضع. وفي محاولة لتقديم المساعدة، طالب عمد البلديات المتضررة المسؤولين بإرسال دعم عاجل.
وفي هذا السياق، قال غييرمو لوجان، عمدة آلدايا، إن بلديته في حالة خراب، وحذر من أن سكانها يحتاجون المساعدة العاجلة لمواجهة آثار الفيضانات التي تُعتبر الأكثر فتكًا في تاريخ إسبانيا الحديث.
الصور المأساوية من المناطق المنكوبة دفعت المئات من المتطوعين من المناطق الأقل تضررًا للتوجه نحو الضواحي المتأثرة، حاملين المعدات والإمدادات الغذائية. وفي العواقب المترتبة على الكارثة، يبرز المشهد البيئي كأحد أهم القضايا التي تحتاج إلى معالجة جادة للمساعدة في إعادة البناء وتعزيز المرونة تجاه التغيرات المناخية المستقبلية.